العلمانوية كنقيض للحاكمية :
سنعود في جزء آخر من هذا البحث لإشكالية العلمانية كاملة، لكن ما يهم في هذا المقطع هو تناقض مبدأ العلمانية ومبدأ الحكم بما أنزل الله : والحيلة الكبرى في هاته الكلمة هو التمازج المحتمل بينها وبين العلمانية والعلمية :بمعنى أن الحكم بالعلمانية حكم بالعلوم وحكم مستبصر : بينما هناك فرق كبير فالعلمانية إيديولوجية مدهبية بينما العلمية حقيقة طبيعية لا يمكن ان تتصادم خيريتها وأحقيتها وتتناقض كما العلمانية : فعلمن النظام أي حاول أن يجعله علميا : لكن في هاته المحاولة تدخل الفلسفات المغلوطة لتقضي تماما على علمية العلمانية ولا تبقي سوى على علمويتها : لحد التناقض الكبير اليوم بين العديد من الأنظمة العلمانية والعديد من العلوم : بل ولحد الجزم بأن العلمانوية القائمة اليوم ماهي إلا علموية أو لنقل علمانية بمرجعية صهيونية تلمودية بحتة : كانت سببا رئيسا في عولمة حتى الأخلاق الصهيونية البهيمية على كل الناس والعالم..فالعلمانية ليست هي العلمية وإذا قلنا بعكس هذا فإن الحكم بالإسلام سيعني حكما يناقض المنطق العلمي وهاته وشاية كبيرة :
والقوانين العلمانية قوانين تلغي الدين من دولة القانون لعولمة القانون الغربي على كل الأرض : غذن تلغي العديد من العلوم فلم تبقى سوى إيديولوجية، وهاته العلمانية »والإمبريالية الجديدة » ـ بما تحمل من استغلالات ـ لضمن مطامع الصهاينة ما هي إلا تحكيم قوانين ذات نسبية ضئيلة في » العدالة والخيرية والمصلحة والمنفعة » بالمقارنة مع الحاكمية،وذلك بدعوى الخرافة المسيحية : »ما لقيصر لقيصر وما لله لله »
والغريب أن معظم الغربيين اليوم يومنون بعلمية العلمانية على نقيض ظلامية الحكم الكنسي الإستبدادي في أوربا..وبذلك فإن الثوار على الخرافات الكنسية ..لا يفرقون بين الدين الحق والديانات الباطلة ..ويضعون الديانات كلها في خندق واحد، ولذلك يحاربون الإسلام شريعة وحكما بل وحتى عقيدة لأن عقيدة التوحيد : »لا إله إلا الله « ترمز كل معانيها إلى حاكمية الله لكل الكون الأمر الذي يأباه الغرب المتجبر والهادف إلى استعمار كل الكون وتعميم منهاجه لضمان تفوقه واستغلاله..أو المسيحية واليهودية اللذان لايعترفان لللألوهية إلا بالسماء بينما جاء بالقرآن الكريم : » وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله »
فالعلمانية كابنة بارة لليهودية إذن تخدم بطلاقة سيادة الغرب بكل مناهجه وسياساته الإستكبارية لحد عولمة العالم بمنهاجه الذي لا يعني إلا تكريس تغريب العالم، والعالم الإسلامي خصوصا.. ،لأنه هو العالم الوحيد الذي يملك هوية حضارية يمكن أن تكون بديلا لكل التخطيطات الغربية..وعولمة الغرب تتصادم العديد من سياساتها مع عالمية الإسلام ..وبذلك كان الغرب ذكيا في محاربة هاته الحاكمية من زمان لحد استعماره للعالم الإسلامي المباشر ثم تكريس هذا الإستعمار لامباشرة عبر تحكمه عن بعد في كل دقائق المجتمعات الإسلامية
فالعلمانية إلغاء لحق الله في الحكم، والعولمة إلغاء لعالمية الإسلام :وكلاهما يطمسان كل آمال المسلمين في حاكمية الله إجتماعيا ثم عالميا الأمر الذي يلزمه القرآن كسنة كونية كما بقوله تعالى : »وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا »..في حين نرى العلمانية اليوم تحارب علو كلام الله على كلمات الكفار بكل إيمان حتى من حكوماتنا التي أ صبحت رؤوس وزرائها مزرعة إن لم نقل مزبلة لكل النظريات الكافرة بحاكمية الله في الفرد والمجتمع والعالم والكون ثم ما لا يعلمه إلا الله......
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق